23 August 2019
فيروس نقص المناعة البشرية(HIV) الحقيقة والأوهام
على الرغم من التقدم الكبير الذي تم إحرازه في السنوات الأخيرة في مجال الوقاية و التشخيص والعلاج من فيروس ال-HIV ، ما رالت توجد العديد من المفاهيم الخاطئة و الأوهام و “الأساطير” ومعلومات غير مكتملة أو غير دقيقة حول هذا الموضوع. لأكتشاف و تجنب هذه
الأوهام من الضروري التحدث بصراحة وبوضوح وبدون خجل عن الإصابة بفيروس ال-HIV والإيدز.
بالبداية من المهم ان نميز بين (HIV) و (عدوى HIV) و (الإيدز). ال-HIV هو فيروس نقص المناعة البشرية. يبدو هذا الاسم معقدًا إلى حد ما ، لذلك من الأسهل القول إنه فيروس الذي عندما يدخل جسم الإنسان ، يؤدي إلى انهيار نظام الدفاع ثم تدميره وتحطيمه وفقدان مناعة الجسم بالكامل.اسم هذا الفيروس (HIV) – هو اختصار الأحرف الثلاثة الأولى من اسمه الكامل باللغة الإنجليزية:
عندما يصل (HIV) إلى جسم الانسان ، يقال إن هذا الشخص مصاب (بعدوى ال- (HIV يمكن أن الشخص المصاب بعدوى ال- HIV ان لا يكون لديه أي اعراض لفترة طويلة (ربما لسنوات) ، وغالباً ما لا يشك في أنه مصاب. ولكن بعد سنوات عديدة ، تنتقل العدوى ال- HIV إلى مرحلة الأكثر خطورة و التي تسمى نقص المناعة المكتسب أو بالأختصار (الإيدز). الإيدز هو المرحلة الأخيرة والأكثر شدة و تظهر معه العديد من الأضطرابات والأعراض والأورام والألتهابات.
ما هي أكثر الأوهام الشائعة المرتبطة بفيروس(ال-HIV) و (عدوى ال-HIV)
1. “يمكن بسهولة التعرف على الشخص المصاب (HIVب) من خلال مظهره الخارجي.”
هذا الوهم شائع جداً!
الشخص المصاب بعدوى ال-HIV عادة ما يظهر عليه انه بصحة جيدة تمامًا ، وليس من الضروري ان يكون لديه أي أعراض أو مشاكل ، ولا يمكننا أن نستنتج أنه مصاب بالفيروس. ومع ذلك ، على الرغم من أن الشخص المصاب (ب-HIV) يشعربأنه بحالة جيدة (وغالبا ما لا يعرف أنه مصاب بهذا المرض ) ، فإنه يستطيع ان ينقل الفيروس إلى شخص آخر.
2. “عدوى ال-HIV هو (مرض مدمنين المخدرات) وأنا مقتنع أنه نادراً ما ينتقل عن طريق الجنس”!
هذا وهم آخر!
الطريقة الأكثر شيوعا لانتقال ال-HIV هو الجنس الغير محمي (الجنس بدون الواقي الذكري)!الاكثر خطورة هو الجنس عن طريق الشرج (سواء بين رجلين أو بين رجل وامرأة) ، ثم عن طريق المهبل و اخيراً عن طريق الفم. يعد الجنس عن طريق الشرج هو الأكثر خطورة لأن الغشاء المخاطي للشرج (نهاية الأمعاء الغليظة) رقيق للغاية ويصاب بسهولة أثناء الجماع الجنسي ، ولأن هناك عددًا كبيرًا من الأوعية الدموية الموجودة أسفل الغشاء المخاطي ، فإن الفيروس يدخل مجرى الدم بسهولة.
بالإضافة إلى انتقال العدوى عن طريق الجماع الجنسي ، يمكن أن ينتقل فيروس (ال-HIV) عن طريق الدم (الأكثر شيوعًا باستخدام نفس الحقنة والإبرة لتعاطي المخدرات عن طريق الوريد) ، وكذلك من الأم المصابة إلى طفل (أثناء الحمل, الولادة أوالرضاعة).
3. هل من الممكن بالفعل نقل ال-HIV عند الجنس عن طريق الفم؟!
هذه واحدة من أكثر الأسئلة المطروحة والمتكررة!
على الرغم من أن ممارسة الجنس عن طريق الفم يُشار إليها على أنها ممارسة جنسية ذات خطورة أقل في انتقال العدوى ال-HIV مقارنةً بالجنس عن طريق الشرج أوالمهبل ، إلا أن هناك عددًا متزايدًا من الإصابات بفيروس ال-HIV المكتشفة حديثًا تنتقل بهذه الطريقة!أثناء ممارسة الجنس عن طريق الفم ، يكون الشخص معرضًا للخطر لأن الغشاء المخاطي للفم يكون في اغلب الاحيان مصابًا بجروح أو خدوش طفيفة تمثل “نقطة الدخول” ل-HIV الذي يوجد في السائل الجنسي للشخص المصاب (في السائل المنوي أو الإفراز المهبلي). من المهم أن نعرف أن هناك كمية كافية من الفيروس في السائل المنوي لرجل مصاب ب-HIV بحيث يمكن عن طريق الفم ان ينتقل الفيروس سواء كان هناك قذف في الفم أم لا.
4. “لقد سمعت أن الأشخاص (من الفئات المعرضة للخطر) هم فقط معرضون لخطر الإصابة ب-HIV“!
معلومة غير صحيحة!
لا توجد (فئة معرضة للخطر) ، يوجد فقط سلوك يعرض لخطر من العدوى! تشير البيانات إلى أن الأشخاص الذين يغيرون الشركاء في الجنس بشكل متكرر يتعرضون اكثر للإصابة ب-HIV (الاشخاص الذي لديهم عدد كبير من الشركاء في الجماع الجنسي), ايضا الاشخاص الذي لا يستخدموا الحماية (الواقي الذكري) اثناء الجماع الجنسي , الاشخاص الذي غالبًا ما يكون لديهم علاقات متعددة (الجماع الجنسي مع عدد من الاشخاص في آن واحد) ، ثم الأشخاص الذين يمارسون الجنس الشرجي دون استخدام الواقي الذكري والناس الذين يستخدمون نفس الإبرة (غير معقمة). هذه هي مخاطر الأكثر شيوعاً لأنتقال ال-HIV، لذلك يجب على هؤلاء الأفراد ، بالإضافة إلى الفحص الطبي على ال-HIV ، يجب تقليل من افعال تسبب مخاطر العدوى والتأكد من استخدام الواقي الذكري.
5. هل من الممكن أن يصاب شخص ما بالعدوى الخطيرة مثل عدوى ال-HIV دون الشعور بذلك و دون أي أعراض؟
نعم ، المشكلة هي أن دخول الفيروس إلى الجسم لا يسبب تغييرات مرئية. فقط في حوالي 10-30 ٪ من الأشخاص المصابين ، بعد أسابيع قليلة أو في فترة قصيرة من الزمن ، يمكن عندهم ملاحظة علامات تشبه الأنفلونزا (الحمى ، تورم الغدة ، ألتهاب الحلق ، آلام في العضلات ، طفح جلدي). في هذه الفترة التي تسمى (“فترة النافذة”) ، يكون الشخص المصاب اكثر خطورة لنقل الفيروس. و بعد هذه الفترة ، لا توجد عادة علامات مرض لسنوات ، ولا تظهر الأعراض إلا بعد حوالي عشر سنوات أو أكثر.
6. سأذهب عند الطبيب للتشخيص ، لكنني لست متأكدًا من مدى موثوقية التشخيص ومتى يكون من الأفضل إجرائه ؟
التشخيص الطبي على مرض ال-HIV هو الطريقة الوحيدة الموثوقة للشخص لمعرفة ما إذا كان مصاب ب– .HIVكي تكون النتيجة دقيقة ، يجب إجراء الفحص الطبي بعد 4-6 أسابيع من فعل اي شئ قد يسبب العدوى (هذا اذا كان الفحص من نوع Combo Ag At) ، أو 12 أسبوعًا (في حالة استخدام فحص Rapid Rapid At). تسمى هذه الفترة (4 إلى 6 أسابيع أو 12 أسبوعًا) “فترة النافذة” ، وإذا تم الفحص قبل انتهاء تلك الفترة ، فستكون النتيجة سلبية على الرغم من إصابة الشخص ب-HIV وعلى الرغم من إمكانه نقل الفيروس إلى شخص آخر.
7. لقد أجريت الفحص الطبي على فيروس ال-HIV وهو سلبي. فهذا يعني ان شريكي أيضًا ليس مصاب بالفيروس.
نقص معلومات واستنتاج خاطئ!
لا يتم نقل فيروس ال-HIV من شخص مصاب أثناء كل الجماع جنسي. صحيح أن فيروس ال-HIV يمكن أن ينتقل أيضًا من علاقة جنس واحدة (غير محمية) ، ولكن ربما قد لا ينتقل بعد الكثير من العلاقات الجنسية. ماذا يعني هذا ؟ هذا يعني أنه من خلال نتيجت فحصنا على فيروس ال-HIV ، لا يمكننا التحقق من حالة شريكنا (شركائنا)! إذا كان شخص واحد مصابًا بفيروس ال-HIV ، فهذا لا يعني أن شريكه مصاب أيضًا (يعني ان الشخص قد يكون مصاب و لكنه لم ينقل الفيروس بعد). لهذا السبب من المهم ان كلا الشريكين يذهبون لأجراء الفحوصات على فيروس ال-HIV.
8. لا ارى اي سبب لأجراء الفحص على فيروس ال-HIV! إذا كنت مصابًا بالفيروس ، فحياتي انتهت.
تفكير خاطئ تماماً.
من خلال الفحص على فيروس ال-HIV ، انت تظهر قدرًا كبيرًا من الوعي والمسؤولية تجاه نفسك و تقلل من فرصة اكتشاف العدوى في وقت متأخر و الذي تكون فيه العديد من المضاعفات والوفيات المبكرة ، ولكن أيضًا انت تظهر مسؤولية تجاه الآخرين لأنك تقلل من احتمال نقل الفيروس إلى الآخرين (مثالاً أنتقال العدوى من الأم إلى جنينها). وبذلك انت تحمي صحة وحياة أحبائك.يوجد اليوم علاج فعال يساعد الاشخاص المصابة بفيروس ال-HIV و يمكنهم من العيش حياة طبيعية. إذا تم أكتشاف فيروس ال-HIV في الوقت المحدد / في وقت مبكر ، بمجرد البدء في علاج (الأدوية المضادة للفيروسات) ، هناك احتمال كبير أن يعيش الشخص المصاب لفترة طويلة ويبلغ سن الشيخوخة.
بريماريوس, دكتورة أخصائية في علم الوباء, الدكتورة ميلا باونيتش
منذ 30 عامًا و هي تعمل في معهد صحة الطلاب في بلغراد كأخصائي في علم الأوبئة وأخصائي في التدريس الصحي في قسم الوقاية من الإيدز والأمراض المنقولة عن طريق الجماع الجنسي. بحماس ودفء كبير هي تعمل كمستشارة للتشخيص الطبي الطوعي على فيروس ال-HIV.
بعد الانتهاء العديد من الدورات التدريبية والدورات التعليمية في البلاد والخارج في مجال DPST (الإرشاد والتشخيص الطوعي والسري) , في آخر 17 عامًا عملت كمدرب ومشرف وطني وإقليمي لـ DPST أجرت أكثر من 200 تدريب و 50 إشراف على الأرشاد و التشخيص الطوعي السري المتعلق بفيروس ال-HIV في الداخل والخارج البلاد وقادت العديد من المشاريع والبرامج للوقاية من الإيدز والأمراض المنقولة عن طريق الجماع الجنسي.وهي مؤلفة ل-11 كتابًا (8 في صربيا و 3 في الخارج) ومحرر 5 كتب. وقد نشرت أكثر من 80 بحثًا تم نشرهم في المجلات و الملخصات المهنية ، وتم عرضهم في المؤتمرات المهنية والعلمية في البلاد والخارج.